توصلت الحكومة الروسية والبنك المركزي الروسي إلى اتفاق لاعتماد العملات الرقمية المشفرة، مثل البيتكوين، كعملات قانونية
 |
| روسيا تقنن البيتكوين والعملات الرقمية المشفرة |
يعتبر هذا التطور مفاجئا لكون السلطات الروسية كانت تدرس إمكانية فرض حظر على العملات الرقمية وعلى تكنولوجيا الواقع الافتراضي. حيث أعربت السلطات في روسيا الاتحادية مؤخرا عن قلقها البالغ من التأثيرات السلبية المحتملة من برنامج ميتافيرس. فهل هو فقط إجراء لمواجهة العقوبات المالية للغرب نتيجة الأزمة بين روسيا وأوكرانيا؟
يعتبر الروس من بين أكثر الشعوب تداولا في مجال العملات المشفرة. حيث يمتلكون ما تفوق قيمته 214 مليار دولار أو 16.5 تريليون روبل من العملات الرقمية مثل بيتكوين. وهو ما يمثل 12٪ من احتياطي العملات الرقمية المشفرة بالعالم. وعلى إثر تطبيق هذا الاتفاق المفاجئ، فمن الأرجح أن ترتفع هذه النسبة مستقبلا.
تشير التقديرات أنه بفضل تنظيم سوق العملات الرقمية، ستجني روسيا أرباحا كبيرة تقارب 13 مليار دولار سنويا. وهو ما يناهز تريليون روبل، فقط بفضل فرض ضرائب على تداول العملات المشفرة.
روسيا وتقنين Bitcoin والعملات الرقمية المشفرة
روسيا 🇷🇺 في طريقها للاعتراف ب #بيتكوين كعملة قانونية #عملات_رقمية https://t.co/ucX320cTt6
— MENA Metaverse (@MMetavers) February 10, 2022
وفقا لصحيفة "كوميرسانت" (Коммерса́нтъ)، اتفقت الحكومة والبنك المركزي الروسيين على نظام مستقبلي لتعميم العملات الرقمية.
ومن المقرر أن يتم إعداد مشروع قانون حول تداول العملات الرقمية قبل حلول 18 فبراير2022. حيث سيتم إضفاء الطابع القانوني على التداول والمعاملات بتلك الأصول المالية الرقمية.
وسيسري جزء من هذا التشريع الجديد على الأقل، خلال النصف الثاني من 2022 أو اعتبارا من سنة 2023.
ولن يكون تداولها قانوني إلا من خلال اعتمادها من طرف النظام المصرفي والوسطاء المرخص لهم.
ومن الأرجح، أنه سيتعين الإعلان عن كل المعاملات التي تفوق 600 ألف روبل.
وبالمقابل، ستعامل أية معاملة خارج القطاع القانوني على أنها جريمة جنائية بموجب القانون الجنائي. كما سيتم فرض غرامات على القبول غير القانوني للعملات المشفرة كوسيلة للدفع.
تنويه هام : على عكس التوقعات، أعلن بوتين عن حظر استخدام العملات المشفرة في روسيا.
روسيا : من التحذير إلى تقنين العملات الرقمية
ويعتبر هذا الاتفاق تطورا، فاجأ الجميع. حيث اتسم الموقف الروسي بشأن العملات المشفرة إلى غاية الآن، بالضبابية وعدم الوضوح.
ففي سبتمبر الماضي فقط، أمر البنك المركزي الروسي البنوك المحلية بمنع كل المعاملات بالعملات المشفرة. وحذر من إمكانية استخدام تلك العملات في العديد من الأمور غير الشرعية كغسل الأموال أو لتمويل الإرهاب.
وفي منتصف يناير من العام الجاري، أعرب برلماني عن قلقه من ظاهرة العملات الرقمية، حيث اقترح إحصاء كل ما يمتلكه الروس من هذه الأصول الرقمية.
ومباشرة بعد ذلك، لمح البنك المركزي بفرض حظر شامل على العملات المشفرة. وبرر ذلك بكونها تشكل تهديدا للاستقرار المالي ولرفاه المواطنين وللسيادة النقدية لروسيا. كما اقترح أيضا فرض حظر صريح على عمليات تعدين العملات.
وقال بنك روسيا إن تعدين العملات خلق مشاكل استهلاك الطاقة. ويتم تعدين بيتكوين والعملات الرقمية الأخرى من خلال أجهزة كمبيوتر قوية تستنفذ مقدرة الإنترنت لحل الألغاز الرياضية المعقدة. هذه العملية تتطلب الكثير من الكهرباء المستخرجة أساسا من الوقود الأحفوري.
وبالمقابل، كانت تشير بعض التقارير الأخرى لكون الرئيس بوتين لا يرى مانعا لتنظيم قطاع تعدين العملات المشفرة في البلاد.
حيث استحسن اقتراحا بفرض ضريبة وبتنظيم التعدين بدل الانصياع لدعوات الحظر ومنع التداول.
ويرجح خبراء، أن الرئيس الروسي يود بذلك تقليص الاثار السلبية للعقوبات المفروضة من طرف الغرب على إثر أزمة أوكرانيا.
 |
| روسيا : من التحذير إلى تقنين العملات المشفرة |
وقد صرح بوتين مؤخرا إن العملة المشفرة "لها الحق في الوجود ويمكن استخدامها كوسيلة للدفع". لكن بالمقابل، حذر من أنه من السابق لأوانه الحديث عن استخدامها لتداول النفط أو السلع.
اقترح البنك المركزي الروسي حظر العملات الرقمية
تقدر القيمة الإجمالية لرأس المال السوقي من العملات المشفرة في روسيا ب 16.5 تريليون روبل (214 مليار دولار). وهو ما يعادل 12٪ من قيمة السوقي العالمي. بينما رجح البنك المركزي أن قيمة السوق المحلي تصل إلى 5 بلايين دولار.
ووفقا للبنك المركزي الروسي، ينبغي على روسيا حظر إصدار وتوزيع وتبادل وتجارة الأصول الرقمية المختلفة. لكون المضاربة تعد السبب الأول لنمو تداولها السريع. وأنها تحمل كل خصائص هرم مالي، محذرا من فقاعات محتملة في سوقها.
وقال البنك إن مستخدمي العملات الرقمية الروس النشطين، لديهم حجم معاملات سنوية يقدر بحوالي 5 مليارات دولار.
كما اقترح البنك منع المؤسسات المالية من تنفيذ أي عمليات باستخدام العملات المشفرة، وقال إنه يجب تطوير آليات لمنع المعاملات التي تهدف إلى شراء أو بيع العملات المشفرة للعملات الورقية.
غير أن الاقتراح قوبل بردود فعل متباينة وبجدل واسعا. فقد ذكر الرئيس السابق ديمتري ميدفيديف أن الحظر سيؤدي إلى نتائج عكسية.
وعقب هذا الاقتراح، انخفضت بشدة عملة "بيتكوين" (Bitcoin) وهي أكبر عملة مشفرة في العالم من حيث القيمة السوقية. وتعد روسيا ثالث أكبر بلد في العالم في مجال تعدين بيتكوين، بعد الولايات المتحدة وكازاخستان.
 |
| اقتراح البنك المركزي الروسي لحظر العملات المشفرة |
بينما، قلل جوزيف إدواردز، رئيس الاستراتيجية المالية في شركة "سولريس جروب" (Solrise)، من أهمية التقرير، قائلا إنه لن يفقد أحد خارج روسيا النوم بسببه.
وقال " ان موسكو ...، تحمل دائما سيفها لحظر العملات المشفرة، بيد ان روسيا لم تكن أبدا دعامة من دعامات صناعة التشفير ..." .
وللأمانة، أغلب حكومات العالم تشعر بالقلق؛ لكون العملات الرقمية يديرها خواص وهي متقلبة للغاية. ويمكن لها أن تقوض سيطرة الحكومات على الأنظمة المالية والنقدية.
روسيا تحذر من عالم ميتافيرس الافتراضي
في سياق متصل، يبحث مشرعون روس إمكانية فرض قيود على استخدام عالم ميتافيرس الافتراضي. حيث عبروا عن قلقهم من احتمال استخدام هذه التكنولوجيا في أنشطة غير القانونية.
بالفعل، أصدر مؤخرا، المركز التقني العلمي في "روسكومنادزور" (Roskomnadzor)، تقريرا يحلل فيه المخاطر المحتملة لفضاءات الواقع الافتراضي. ويعد هذا المركز، الوكالة الاتحادية المسؤولة عن مراقبة وسائل الإعلام.
وقد أبرز هذا التقرير، مخاطر التفاعل الاجتماعي عبر الميتافيرس دون قيود جغرافية في انتهاك لجميع الحدود الوطنية.
 |
| روسيا وحظر العملات الرقمية المشفرة |
ووفقا للتقرير، يمكن لعالم ميتافيرس الافتراضي أن يسمح بمعاملات غير قانونية وتداول للعملات المشفرة.
ويبرز معدو التقرير بأن العالم الافتراضي سيكون ملاذا للاتجار بالمخدرات أو غيرها من المعاملات غير المشروعة.
كما يثير التقرير مخاوف بشأن التأثير السلبي للتفاعل الافتراضي على السلوك البشري.
حيث أن تحول الإدراك، سيكون له تأثير ثقافي كبير على المجتمع. وبسبب استخدام صور رمزية، سيتغير السلوك الاجتماعي نحو إهمال احترام الضوابط الأخلاقية.
كما حذروا من أن ذلك سيؤثر بشكل خاص على الأطفال الذين هم الفئة الأكثر ضعفا في "ما وراء الكون الجديد" أو (Metaverse).
ويقدم التقرير بالإضافة إلى تقييم المخاطر المحتملة للواقع الافتراضي، لمحة عامة عن إمكاناته، بما في ذلك تطوير أسواق جديدة. ويتعلق الأمر بالطلب المتزايد على ألعاب الفيديو والترفيه عبر الإنترنت.
كما زعم المؤلفون أن زيادة الإقبال على الإنترنت، عجل بظهور أشكال مبتكرة من النشاط السياسي. والإشارة هنا للناشطة غريتا تونبرغ، التي ترافع عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول مخاطر تغير المناخ.
تنويه هام : على عكس التوقعات، أعلن الرئيس بوتين عن حظر استخدام العملات المشفرة في روسيا.
إرسال تعليق
شاركونا أرائكم ومقترحاتكم لتطوير محتوى الموقع